Thursday, January 11, 2007

الكهف

الكهف

(يوما سافرتُ إلى كهفى .. (1
..فى رحلة كشف يحدوها شغفى
..كى أسبر أغواره
..استبطنُ داخله , استوضح أسراره
.. فوجدت ظلاما لـُجيـَّا فى كل مكان
..قد قال حكيم : العالـَـم إثنان
..الأصغر هو هذا الإنسان
..و الأكبر باقى الملكوت

:فى كهفى
.. أجهدتُ الفكركثيرا .. أعْملتُ العقـلْ
..ْحاولت به أن أصل و نحـّيت النقـل
(كى ألقى الضوء على أهل الكهف ِ ..(2
..أسئلة حيرى هائلة و ردود لا تكفى
..أوََ حُــرٌّ ؟ أم أنى محكوم بقيودِ ؟
أفعالى : مطلقة أم حـُدت بحدود ِ؟
(3)تنتسب إلىّ ؟ أخلـُـقها ؟ .. أم هى كسبُ ؟
أم هى قدر مقدور فى الأزل و محتسبُ ؟
..أحيانا : أعتقد بأنى حرٌ
..يصعد عقلى فوق سماوات سبع ِ
..و يغوص كثيرا فى اليم و فى النبع
..أو يهبط تحت الأرض ِ
..يتمطى فى الدنيا فى طول , فى عرض ِ
..ترضيه إجابات .. و كثير لا تـُرضى
..و يعود من الجولة مقتنعا بقضية
( صعب جدا إدراك الماهية ".. (4"
..الكون قليل ما يبدى , و كثير ما يخفى
..ما عُـلم أقل من الذرة فى بحر مخفى
..فى الكهف لقيتُ مشاكل مشتعلة
..البعض أصيلٌ و الأخرى مفتعلة
الخير هو الطبع المركوز أم الشر؟

أيهما أعتقد , و أيا أحتسبُ ؟
(أم نفس بيضاءٌ : ما فيها مكتسبُ ؟.. (5

..أحتاج لكى أحيا - فى الواقع - مجتمعا
..نتبادل حاجات , نتعاون و نعيش معا
..ولهذا أتنازل عن جزء من ذاتى ؟
..فى هذا استمرار لبقائى و حياتى
..لكن : كم يبلغ حجما هذا الجزءُ ؟
..أحيانا هو جوْر أو قيد أو رزءُ
..فنعانى أحيانا طغيان الفردِ
..تغريه القوة , فيكشر كالأسدِ
..يتفنن فى البطش و ألوان القيد ِ
..قد يطغى المجتمع ُ , فنصير له الترسْ
..نتحول آلات , قد حرمت حتى الهمسْ
..و أعود من الكهف - كما رحت - مع الحيْرة
..بل أكثرَ جهلا لا أجد إجابة
.. قد غطت عقلى مليونُ سحابة
..لسؤال أوحد ما عندى غيره
..ما أنا فى هذا الكون و ما دورى ؟
..سلمت إلى الخالق يا عالم أمرى

مصطفى سلام


---------------------------------------
(1) ذاتى
(2) مكنونات الذات
(3) نظرية الكسب عند الأشاعرة
(4) الماهية : حقيقة الأشياء
(5) يقول بعض الفلاسفة : العقل صفحة بيضاء تملأ بالمكتسبات

No comments: