الحوار
بقرن الغزال
بقرن الغزال
أخطأ الفنان فاروق حسنى أو أصاب .. لا بأس , و لكن البأس كل البأس فيما آلت إليه هذه ( المشكلة الفاروقية ) , لقد طـُرحت المسألة للجدل فشارك فيها كل من كانت لديه مقدرة على الكلام – مجرد الكلام الغالبية طالبت بإرسال فاروق حسنى إلى المقصلة , و القليل طالب بالتروى , و الندرة وقفت بجانب الفنان
ليست هذه هى المشكلة التى أود الإشارة إليها , فالمشكلة كما رأيتها أعمق من هذا بكثير : أننا لا نعرف كيف نتحاور .. لقد جلست مذهولا أمام ثلة من ( المثقفين ) على إحدى قنوات التليفزيون , فلم أجد فرقا بينهم – كمتجادلين – و بين عصبة من أبناء المناطق العشوائية : هؤلاء يتحاورون بالخناجر و قرون الغزال , و أولئك يتطاعنون بالكلمات
هل تذكرون مقالة فرعون فى قديم الزمان : " و ما أريكم إلا ما أرى " ؟ .. و كأن مثقفينا قد آمنوا بعمق بمقولة فرعون هذه , و أصبح كل لا يريد أن يرينا إلا ما يرى , و يعتدى على حق الآخر فى إبداء رأى معارض له أما عن الأستاذ فاروق حسنى , فلى رأى : إنه ابدى رأيا , كان المفروض أن يرد عليه بالرأى و القول الحسن , و أن يقارع الحجة بالحجة , و ألا يصب فوق رأسه كل تلك اللعنات , كان ينبغى أن نسأل أنفسنا : هل رأيه هذا رأى خاص أم رأى وزير ؟ , فإن كان رأيا خاصا فلابأس و ليناقـَش فيه , و إن كان رأى وزير فلنا أن نتساءل : هل أثر رأيه على عمله كوزير.. هل وضع رأيه هذا كسياسة لوزارته ؟ , فإن كانت الأخيرة وجب الحساب ,أما المطالبون بإقالته فأقول لهم اتقوا الله فى مساحة الحرية فى الرأى التى نالتها مصر بعد طول كفاح , لو حدث ما تنادون به , فقولوا سلام على حرية الرأى – بل الحرية كلها – فى مصر
مصطفى درويش سلام
No comments:
Post a Comment