الأزهر و خلافه
نادى المؤذن للصلا .. الله أكبر ..
على المآذن الاربعة للجامع الأزهر ..
دخلت اأدى الفريضة و قلبى بيقوللى ..
حتشوف ع اليمين المعز و ع الشمال جوهر ..
عشرة قرون م السنين حتعبرهم فى طرفة عين ..
حتمر ف كتاب التاريخ على أُمَرا , ملوك , سلاطين ..
خلفاء يقابلوك فى ساحته : من سنة و فطمييين .
صلى بنا الفريضة سِيدنا الإمام طنطاوى ..
و درْس بعد الصلا , و انا للعلوم دى غاوى ..
صلينا و دعينا ربنا يقبلنا فى الصالحين ..
و ينصر الإسلام بقدرته .. يا ربنا آمين .
رجليـّـا بعد الصلا , وزتنى أمشي فى الحوارى شوية ..
و المشى أصله دوا لعظامى و مفاصلى .. مية فى المية ..
من غير هدف أمشى شمال و يمين ..
عالم صنايعية كبار و محترفين .
لقيتنى طبيت فى حارة .. يا لطيف ألطف ..
ناسها يبصوا لك , يفرزوك , و الحالة كده تخوّف ..
" قلت لهم يا عالم قولوا لى الحتة دى إيه هيه .."
قالوا لى " يا محترم .. إنت وقعت فى الباطنية !!!!!!!"
" إيه اللى جايبك يا جدع هذ ُها الحتة ..
عدو ؟ نفرتك جتتك أربعتلاف حتة ..
نفرم لحمتك و نعمل من عظامك شوربة ..
و لا ّ حبيب ؟ .. نحضّر البوستة أو كام طربة ؟!!"
" اللعب ع المكشوف ؟ طب خبى بلوتك حبّــة .."
" دا الشغل فى حينا علنى و لا بنتخبى ."
مشيت و جنبى ماشى ولد عريف ..
أقولكو الحق ؟ ولد حِرِك جدا و دمه خفيف ..
" نتعرف و لك كل التحية و الضيافة و الإكرام "
" العبد اللى هوه أنا اسمى مصطفى سلام .."
" بالجودة يا عمى يابو درويش ..
إيه الطلب ؟ : أفيون و ماكس و لا ّ حشيش ؟ "
" الصنف اللى تلقاه عندنا : عالى .. و زيه مفيش .. "
" يا بْنى لا هذا و لا ده مطلبى .."
(( الواد دا باين عليه فاقد و مخه تقيل , غبى )) ..
كان الكلام أخد و عطا لسه ..
صفارة طويلة م الولد حلبسّـة ..
إيه الحكاية ؟ ..
مش مشكلة , جايه الحكومة تعمل علينا كبسه ..
يا نهار مقطرن !! رحت انا كده فاشوش ..
إجمد يا جدع , احنا رجالة ما بنخافوش ..
دا نهارنا كده مش باين له نهاية طيبة و لا لون ..
رجعت أجرى و ضلـّـم فى عنيا الكون ..
لا عمرى شفت الحشيش أبدا و لا الأفيون ..
رجليا بتخبط و قلبى بيرتعش .. مسكين ..
فتح لى باب , نزلت فى سرداب , طلعت على بره ..
حلفت مآجى هنا تانى .. توبة , أول و آخر مرة . (1)
رجعت أمشى من جديد , فى شارع الأزهر ..
قلب التجارة و الشطارة و التاريخ اللى بينور ..
إمشى و اتفرج و شوف الأصالة و التجارة و البشر ..
فين مين بنى ؟ .. راح ما خلـّـف وراه غير حسن الأثر ..
بيقول لنا التاريخ خدوا و اتعلموا منى العبر .
و وقفت مذهول أقول لعينى اتفرجى و دورى ..
قلبى انخطف : إيه دا يا سِيدنا ؟ .. دا جامع الغورى ..
شاد الشموخ و المهابة كلها قنصوه .. (2)
أثر يوازى فى الضخامة كل من سبقوه ..
الحق أقولهولكو ؟ .. طفرت دموعى من عينيا و سالت ..
" الله يلعنك يا سْـليم " .. دى دموعى دى اللى قالت ..(3)
يا للى نقلت الحضارة من بلدنا و سيبتها فى الضلام ترزح ..
يا رب ما تجعل مكانه فى الآخرة إلا الجحيم له مطرح ..
حـوّد ..... نحوّد .. " يعنى احنا ورانا إيه " ..
آدى الغورية .. كل اللى عايزه يا جميل تلاقيه ..
دى اللى تـَغنـّـى ف محاسنها من زمان قنديل ..(4)
حاجة لذيذة من زمان كان طِعِم قوى و جميل ..
" يا رايحين الغورية .. هاتوا لحبيبى هدية " ..
فيها الزحام و البشر و الدنيا و التاريخ ..
كل المراد تلقاه .. م الإبرة للصاروخ !!
عايز تشـّور عروسة ؟ و تجهز للجواز نفوسة ؟
م الخردوات و البافتة و التافته و الشيفتشى ..
و الألمونيومات و الإزاز و النحاس .. كل شي .
إمشى و شوف و ارفع للسما راسك تمللى ..
واوعى يفوتك تشوف بوابة المتولى ..
أو باب زويلة اللى اتشنق عليه طومان ..(5)
و ابتدت تكشر بعد شنقه , فى وشنا الأزمان ..
و تلاقى هناك جامع للمؤيد شيخ .. (6)
ادخل و صلى ركعتين فيه , و اذكر التاريخ ..
حوّد يا جدع ع اليمين و امشى فى تحت الربع ..
شوف صناعات النحاس و الصفيح .. أصلها هنا و النبع ..
فى نْهايته حتلقى مبنى .. إيه ده ؟ .. قـِف ْ , مَــــنْ ؟
يا امـّـــه !! .. حاسب يا جدع دى إدارة الأمن !!
-------------------------------------------------
(1) و الله ما حصل !!
(2) قانصوه الغورى الذى هزمه السلطان العثمانى سليم الأول فى موقعة مرج دابق سنة 1516
(3) سليم الأول الذى احتل مصر فى سنة 1517
(4) المطرب الشهير محمد قنديل – رحمة الله عليه – فى أغنيته " يا رايحين الغورية "
(5) طومان باى سلطان مصر بعد الغورى و الذى هزمه سليم الأول فى الريدانية سنة 1517
(6) المؤيد شيخ : السلطان المؤيد شيخ المحمودى تولى حكم مصر من سنة 1412 إلى 1421
مصطفى سلام
No comments:
Post a Comment